موعظة شعرية رائعة
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشاعر الزاهد أبو العتاهية :
ُ
ربَّ مَذكورٍ لقَــــومٍ غـاب عنهـم فـنسـوه
و إذا أفــــــنى سنيــ ـه المـرء أفنته سنوه
وكأن بالمرء قد يبـــ ـكي عليه أقـــــربوه
وكأن القوم قد قـاموا ، فقالوا أدركـــــــــــوه
سائلوه ، كلموه ، حــــرِّكوه ، لقِّنــــــــــوه
فإذا استيأس منـ ـه القوم ، قالوا اتركوه
حرِّفوه ، وجِّهوه مددوه ، غمضـــــــــــوه
عجِّـلوه لرحـيلٍ ، عجِّلوا لا تحبــــــــــسوه !
ارفعوه ، غسلوه كفــــنوه ، حـــنـطوه
فإذا ما لُفَّ فـــي الأكـ ـفان قالوا : فاحملوه
أخرجوه فوق أعوا دِ المنايا ، شيّعوه
فإذا صلَّوا عليه , قيل : هاتوا واقبُرُوه
فإذا ما استودعوه الأرض : رهناً تركوه
خلَّفوه تحت رَمْسٍ أوقِــرُوهُ ، أثقــــــــلوه
أبعَدوه,أسحـــقوهُ, أوحــــدوهُ,أفــــــرَدوه
وَدَّعوهُ,فــــارقـــــــوه, أسْلَموهُ,خَـــــــلَّفوه
وأنثنوا عــــــنه , وخَلَّوهُ كأن لم يعرفوه
وَكأنَّ القومَ ,فيما كانَ فيهِ,لم يَلــــــوهُ
إبتنى الناسَ من البنيـ ـان مـــالم يســـكُنوهُ
جمعَ الناسُ,من الأمــ ـوالِ, مــــالم يأكُـــلوهُ
طلبَ الناسُ,من الآ مـال مــالـم يُدْرِكـوه
ظَعن المـو تى إلى مـا قــــــدَّموهُ,وَحَــدُوْهَ
طابَ عيشُ القومَ ما كـ ــا ن َ, إذا القــــومُ رَضوهُ
عِشْ بما شئتَ فمن تَسـ ــــررهُ دنياهُ تسوه